كثيرًا ما سمعت الأميرة عن الخادم يشوع بن قانانيا Joshua Ibn Chananiah وحكمته العظيمة، وقد حفظت الكثير من كلماته عن ظهر قلب.
اشتاقت إن تراه وتجلس معه وتستمع لكلماته التي لا تُقدر بثمن. وبالفعل انطلقت بمركبتها الملوكية إلى حيث يقيم الحاخام. لاحظت الأميرة إنه يسكن في بيت بسيط لا يليق بذاك الذي نال هذه الشهرة العظيمة والتي يشتهي كثير من رجال الدولة أن يسمعوا كلماته ويهتدون بنصائحه وإرشاداته.
قرعت الباب وكم كانت مفاجأتها حين رأت إنسانًا في نظرها قبيح الشكل يرتح الباب. سألت عن الحاخام فعرفت أنه هو هذا الذي فتح لها الباب.
صمتت طويلًا، وإذ لم تتمالك نفسها وما يجول في داخلها قالت الأميرة: "إني أندهش جدًا أن اجد هذه الحكمة العظيمة والعجيبة مستودعة في إنسان قبيح الوجه هكذا!"
ابتسم ووجِّه للأميرة السؤال التالي: "أين تخزنين خمرك؟" أجابت الأميرة: "مثل كل البشر في أوان خزفية"
هز الحاخام رأسه وقال لها: "إني مندهش أن ابنة الإمبراطور العظيم في غناه وإمكانياته تضع خمرها في أوانٍ من التراب مثل عامة الشعب، كنت أظن إنك تخزنين خمرك في أوانٍ ذهبية أو فضية".
فكرت الأميرة المتشامخة في هذا القول وقالت له: "إنك على صواب". وانطلقت بمركبتها إلى القصر الإمبراطورى ودخلت جناحها الخاص وطلبت أوان فضية فخمة ووضعت فيها كل ما في مخازنها من خمور.
بعد زمان فسدت الخمر، وعرف الإمبراطور بذلك فاستدعى الحاخام يسأله كيف يقدم مشورة كهذه لأبنته أفسدت كل ما لديها من خمورٍ.
روى الخادم للإمبراطور ما جرى بينه وبين الأميرة، وكيف أراد أن يقدم لها درسًا عمليًا لتدرك أن الحكمة لا يقتنيها من انشغل بالجمال الخارجي والمظاهر الباطلة، بل من ينشغل بجمال أعماقه الداخلية.